هذا سؤال يتردد أحيانًا حيث يتساءل بعض الإخوة عن عدد ذرات الكون وما هو الرقم التقريبي؟
هذا الكون الذي نعيش فيه هو كون واسع لا يدرك نهايته إلا الله تعالى، وقد بنى الله عز وجل هذا الوجود بشكل مُحكم، فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في خلق الله بل نظام متكامل ومتماسك. إن أصل الكون واحد وهو انه كان كتلة ثقيلة جدًّا ومتراصة وعالية الكثافة ففتقها الله بقدرته وبدأت أجزاؤها تسير منتشرة في أرجاء هذا الكون مشكلة كل ما نراه من مجرات ونجوم وكواكب وغيرها. يقول تعالى عن بداية الكون: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} [الأنبياء: 30].
ثم بدأ الكون بالتوسع ولا يزال يتوسع حتى الآن، فجميع هذه المجرات تتباعد بسرعات كبيرة. وهذا ما نجد حديثًا عنه في قول الحق تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون} [الذاريات: 47]. إن هذا التوسع لن يستمر إلى ما لانهاية، بل سيأتي ذلك اليوم عندما تُطوى السماء ويعود الخلق كما بدأ. وهذا نجده في قوله تعالى: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعدًا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104].
عندما ننظر إلى السماء في ليلة صافية فإننا نرى آلاف النجوم، ولكن حقيقة الأمر أن عدد النجوم في مجرتنا التي ننتمي إليها أكبر من ذلك بكثير. يقدر العلماء عدد النجوم في هذه المجرة بعدة مئات من المليارات! ولكن ماذا عن عدد المجرات في هذا الكون؟ إن عدد المجرات المرئية في كوننا أكثر من مئة مليار مجرة، وكل مجرة منها تتكون من أكثر من مئة مليار نجم.
أما عدد ذرات الكون فيبلغ رقمًا خياليًّا أكثر من واحد وبجانبه (180) صفرًا [Observable Universe]. إن الله تعالى قد أحاط علمًا بكل ذرة من ذرات هذا الكون ويعلم مستقرها ومستودعها بل ويمسكها لكي لا تزول، يقول تعالى: {ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم} [الحج: 65].
وتأمل معي مدى علم الله في هذه الآية الكريمة: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البرِّ والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} [الأنعام: 59].
الكاتب: عبد الدائم الكحيل.
المصدر: موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.